Translate

الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

ويسألونك عن ذى القرنين

سؤال من ثلاث مغرضة وجهت الى  الرسول صلى الله عليه وسلم عن رجل طواف حول الأرض ، قوم غرضهم مفضوح ، له هوى ، الحدث قديم لم يعاصره الرسول ولم يعلمه خبرا ، الحال مقلق من السؤال فكيف الخبر ، وهذا ما أراده اليهود من إسقاط الأسئلة علي الرسول وتكليمه بها ، ان يعجز عن البيان والذكر امامهم ، موقف اللامعرفى ، الحق تعالي لم يترك حبيبه فى الموقف فريسه لليهود والاعيبهم ، تدخل بالتوجيه الفوري بالخبر ،
ويسألونك عن ذى القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا 
بعضا من المعلومات عنه وهى معلومات تهمكم وتهم رسالتى اليكم ،اخبركم عن افعال قام بها مع القوم فى طوافه مشرق ومغرب الشمس وهى من امور التمكين فى الدين والصلاح فى الأرض 
والتى اعطيت له ومكن فيها وأتبع سببها .
...............................................................................
ما هو الذكر المخبر عنه الذى سيتلوه الرسول لليهود وللناس ؟
1ــــ إنا مكنا له فى  الأرض 
2 ــــ وآتيناه من كل شيئ سببا 
3 ــــ فأتبع سببا 
ما نوع التمكين الأرضى من الحق له ؟ وما الذى أوتيه من كل شيئ سببا ؟ وهل التزم طريق الصلاح والخير في الدين وأقامة فى الأرض ؟ 
ومما قيل عن التمكين : أعطيناه ملكا عظيما ، ممكنا فيه ، من جميع ما يؤتى الملوك  من التمكين والجنود والألات و الحرب و الحضارات ، ولهذا دانت له البلاد ، وخضعت له ملوك العباد ، ملك المشارق والمغارب من الأرض .
ومما قيل : سهلنا السير فيها ، آتيناه من كل شيئ يحتاج اليه طريقا يوصله الى مراده .
وقال الشعراوى : اعطائه امكانات لكل غرض يريده ، فيصرف به الأمور .
ما الحكمة من تمكينه فى الأرض ؟ نفس السؤال من الشعراوى :
لماذا مكنه الحق فى  الأرض ؟ لأنه مأمون علي تصريف الأموروفق منهج  الله ، ومأمون علي ما أعطاه الله من إمكانات 
فما دلالة ذلك إذا ؟ 
هو من المستخلفين فى الأرض له ملك عظيم ، ملك صالح يرعى حق الله فى الأرض ويقيم امره وينشر الدين ويقيم العدل ،فهل الحق هنا آتاه الملك وزاده في العلم  وبسطه له وهى من أمور التمكين الأرضى بالملك بجانب الحكمة والايتاء من كل شيئ سببا ،انه هنا قائم بأمر ثم   جعلناكم خلاءف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون ، انه الخليفة المصلح لم يؤتيه الله ملك ليقول للناس كونوا عبادا لى من دون الله كما فعل فرعون وغيره ، لكنه أتبع اسباب ما آتاه الله من الكتاب والحكم { فأتبع سببا } 
إنه ما وطأ ارضا الا كان لها سببا ، وما قام بعمل إلا بأمر من الله له ، أو أحاط الله بما لديه خبرا ، ثم أتبع سببا ، ما دلالة  ذلك ؟ 
أعتقد ان ذلك من عوامل قول الحق للملائكة : إنى جاعل فى الأرض  خليفة ، وانها من تتمة القول { قال إنى أعلم ما لا تعلمون }ان يوجد ما ينشر العدل ويقيم الحق والدين والإنس الصالح لعبادة الله فى الأرض .
اليس هذا ما فعله الملوك الصالحين خلفاء الأرض الممكنين والمبسوط لهم العلم والحكمة والكتاب والدين والقوامة على كل شيئ فى الملك المجتبين له ، 
هذا جالوت ملكا ، وداود ، وسليمان وهم خلفاء الأرض ، ماذا آتاهم الله ، وكلا اتينا حكما  وعلما ، وكنا بكل شيئ عالمين .
وورث سليمان داود وقال يأيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيئ  إن هذا لهو الفضل  المبين . النمل 16
وهذه بلقيس يقول عنها الهدهد :
إنى وجدت إمرأة تملكهم وأوتيت  من كل شيئ  ولها عرش عظيم 
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لكن يدور هنا سؤال هام لم يوضحة القرءان في ذكر ذى القرنين لكنه وضحه فى ذكر سليمان مع بلقيس وطلب عرشها وهو : 
قال يأيها الملؤا ايكم يأتينى بعرشها قبل يأتونى مسلمين . النمل 38
ما هى وسيلة نقل عرش بلقيس الى مجلس سليمان في الحال ؟ 
الإجابة : نص الآية 40 من النمل 
على يد من جاء ملكها فى الحال ؟  على يد { قال الذى عنده علم  من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك } لم يقدر عليه الجن ، القادر عليه هو الممكن في الدين والمؤتى العلم والكتاب .
لاتتعجب وتقول كيف وصل ذى القرنين مطلع ومغرب الشمس بملكه وجيشه ليقيم العدل وينشر الدين ويحكم فى القوم ويبنى السد بين الصدفين ؟
الإجابة كانت إبتداء ذكر القصة فى الكهف 
إنا مكنا له فى الأرض ، وآتيناه من كل شيئ سببا ، فأتبع سببا .
ولقد سأل على رضى الله عنه كيف وصل الى المشرق والمغرب ؟
يقول سبحان الله سخر له السحاب وقدر له الأسباب وبسط له اليد {المقدسي عن سماك بن حرب}
ودلالة ذلك يكون ملك ذا قوة وبأس شديد له الأمر والحكم ؟ لماذا لأنه يسير ويعمل طبقا لقاعدة  الحق { فأتبع سببا } 
أليس من دلالة ذلك من أمر الملوك الأقوياء الحكماء قول رعية بلقيس لها : قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد والأمر  إليك فانظرى ماذا تأمرين . النمل 33
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رحلة الطواف الأولي : وطأ أرض مغرب الشمس 
الإبتداء الآيه : حتى إذا بلغ 
الدلاله السير الى  جهة مغرب الشمس بملكه وجنوده ، بلغ { وصل }مغربها .
ماذا رأى حال الوصول : وجدها تغرب { داخلة مكان غروبها } وما هو ؟ فى عين حمئة ، لاحظ هنا الحال الواقع 
الشمس تغرب داخلة منطقة سميت بعين حمئة ، كل خبر قرءانى من الحق { قل  لهم } 
ووجد عندها قوما : إذا القوم كانوا فى قرب من منطقة غروب الشمس ، المنطقة الغاربة { قيل طين اسود } مظلمة لايصح ان يكونوا فيها بل قبلها لذلك وصل اليهم وأقام امر الدين عليهم :
هل أقام من نفسه الحكم عليهم ؟ أم إنه أتبع سببا ؟ 
نعم أتبع سببا ، ما هو ؟ تعقيب السياق بقول الحق : قلنا ياذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم  حسنا .
عقب عليه : قال أما من ظلم فسوف نعذبه {الحكم على الظالمين فى الحال منه} وارجع أمره بعد الى ربه { فى الحكم عليه فى الآخرة } 
وأما من آمن  وعمل صالحا { الجزاء الحسنى والقول اليسر الصالح منا }
انتهى الحكم بين القوم للظالم والمؤمن بصريح نص القرءان فى رحلة غروب الشمس بدلالة العباديه الدينية لله وأقام العدل وحكم بالحق والهدى ، إنه الصلاح والخير للبشر من ملك صالح لعباد صالحين ، ثم أتبع بعده سببا آخر .
..............................................................................................................................................................

رحلة الطواف الثانية الى مطلع الشمس 
غادر ذى القرنين مغرب الشمس متجها مشرقها بنفس ملكه وجنوده { لأنه ثم أتبع سببا } 
لكن رحلة الشروق الشمسي تختلف من حيث السببية والفعل والحكم عن حال رحلة الغروب ، بدلالة سياق الآيات :
سار حتى إذا بلغ مطلع الشمس { وصل مطلعها }
ماذا شاهد ورأى حال الوصول ؟
وجدها تطلع { من منطقة شروقها } على : 
قوم لم نجعل لهم من دونها سترا .
وهنا يثار سؤال هام : ماذا يعنى القول لم نجعل لهم من دونها سترا ؟ ما دلالة هذا الستر ؟ هل هم سياح الارض بلا مأوى يحميهم لنرجع الى ماقيل فى معنى الستر :
القول كثر المراد والوجهة ، من قال ليس لهم بناء يكنهم ولا أشجارتظلهم وتسترهم من حر الشمس 
وقائل : تغوروا فى المياه فإذا غربت خرجوا يتراعون كما ترعى البهائم ، وقائل : إذا طلعت الشمس دخلوا فى أسراب حتى إذا زالت خرجوا الى  حروثهم  ومعايشهم ، وقائل إذا طلعت عليهم فللآحدهم أذنان يفترش إحداهما  ويلبس الأخرى .
فى الأمر المذكور علة خافية ،لم يبينها الحق لنا  عن سر الستر ؟
انهم قوم غير ظاهرين بدلالة  ذكر {قوم لم نجعل لهم من دونها سترا } تصريح قرءانى غامض فيه علة وحكمة خافية مؤجلة حتى حين ، يعلمها الله لم يبينها قرآنا ، ما هى ؟ 
إنها من علامات قيام الساعة الغيبية 
الآية 96من الأنبياء تبين ذلك : 
حتى إذا فتحت يأجوج  ومأجوج  وهم من كل حدب ينسلون 
أعقبها القول تاليا :
واقترب الوعد الحق فإذا هى شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا فى غفلة  من هذا بل كنا ظالمين .97
لاحظ لفظ حتى المبدوء به الآيه ، ماذا يعنى هنا ؟ أمران من الزمان سيحدثان هما :فتح يأجوج ومأجوج ، إقتراب الوعد الحق 
وهما من علامات الساعة لنرجع الى السنة وبيان ذلك :
فى حديث سفيان الثوري عن حذيفة بن اليمان قال : قالرسول الله صلى الله عليه وسلم : أول الآيات الدجال ونزول عيسى  ونار تخرج من عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر تقيل معهم إذا قالوا والدخان  والدابة  ثم يأجوج وماجوج قال حذيفة : وما يأجوج ومأجو ج قال يأجوج ومأجوج أمم كل أمة أربعمائة ألفا  لايموت رجل منهم حتى يرى ألف عين تطرق بين يديه من   صلبه وهم ولد آدم ...................... فعند ذلك تطلع الشمس من مغربها .
الحكمة هنا أن الله وضحت علة لم نجعل من دونها سترا 
ولفظ من كل حدب ينسلون ،
سبب غيبى من دلائل إقتراب اليوم ألآخر ، ولأنه غيبى لم يدلل القرءان على وجودهم المكانى وإنما ذكر حصرهم بمنطقة بين صدفين ، أين هى لا معلومات ولا خبر ، المعلومات حصرت زمانيا بوقت غيبي معلوم عند الله دلل عليه بلفظ حتى 
لاحظ لفظ حتى فى قوله : ولكم فى الأرض مستقر ومتاع  حتى حين ، كما ان اللفظ بدء به فى ذكر ذى القرنين ، وفى فتح يأجوج ومأجوج  ، ماذا يفهم ويتدبر من ذلك اللفظ والمعنى ؟ 
حصر عمر زمنى لوقت محدد ندخل فيه بحدوث علاماته كابتداء ليوم القيامة وهو فى ذات الأمر برهان على الحق وصدق الخبر من الله .
لاحظ أيضا فارق بين غرض الوصول الى مطلع الشمس حيث كان لأمر غيبى قال عنه القرءان ليبين المهمة المكلف بها :
وقد أحطنا بما لديه خبرا ، ثم أتبع سببا 
هنا تكليف اسند فى التمكين فى الأرض وأعطيه الأمر ، وهو مرجع إحاطة علم الله به ، 
ولأنه مكلف فى التمكين وألإيتاء بهذا العمل والجهة والزمان والمكان رايدا العمل المأمور به قال لهم عندما عرضوا عليه مقابل عمله { فهل نجعل لك خرجا ................وبينهم سدا }
قا ل  بعدها : قال ما مكنى فيه ربى خير فأعينونى بقوة أجعل بينكم  وبينهم   ردما ، لماذا قال ردما ؟
هذا ما قادنا الى سؤال لماذا الردم هنا ؟ 
لورجعنا الي السببيه وجدنا دلالات عليها :
1 ـ من الذى قام بالعمل وساوى بين الصدفين ؟  إنه بشر مكلف به 
وضد من كان بناء السد وإحكامه بالحديد وإفراغ عليه القطر ؟
قوم من الإنس ، ولماذا احكمه بهذه الصلابة ؟ الإجابة خبرا من الحق " فما اسطاعوا أن يظهروه ’’
وما استطاعوا له نقبا .
لماذا كل هذا الخبر عن عمل ذى القرنين فى مطلع الشمس وضد قوم يأجوج ومأجوج ؟ 
الجواب خبرا
حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون 
إذا فتح السد وهو وقت إقتراب الوعد الحق سيكون   من إزالة الردم ونقب الحديد والقطروالذى يتوقف الأمر به الى زمن محدد { محصور [ حتى إذا }  
انظر ماذا ختم الذكر عنه فى الآية 98 من الكهف :
قال هذا رحمة  من ربى فإذا جاءوعد ربى جعله دكاء وكان  وعد ربى حقا  .
.............................................................................................................................................................
ما دلالة الذكر وماذا يفهم منه ، هل تبين ان الناس حول هذه القصة في حال موج { وتركنا بعضهم يومئذ يموج فى بعض } فيظهر لنا من يقول أنهم ليسوا بشر ، وأنهم لم يسكنوا الأرض ومن أرض أخري ، وانهم استخدموا الأطباق الطائرة فى تحركاتهم الى أرضنا  وانهم ليسوا ابناء آدم او غير ذلك مما لايتدبر القول فيه .
ما الحقيقة إذا ؟
إثبات ما يلى 
1 ـ إثبات أن رحمة الله على البشر مسبوقة الغضب بدلالة 
بسم الله الرحمن الرحيم ،و بدلالة قوله بعد العمل :
قال هذا رحمة من ربى 
2ــ إثبات أنه له الملك والسلطان واليوم الآخر ، والتصديق بقيام يوم الدين وحساب العالمين { وكان وعد ربى حقا }
3 ـ نفى الشك عن الله وفند الشريك وا  ضفاء صفة الوحدانية والإفراد والخلق والقدرة والقهر والعلم والإحاطة والرحمة اليه وحده في أو لوهيته وربوبيته للعالمين 
4 ـ لله ميراث السموات والأرض 
5 ـ ويبقى وجه ربك قائما على السموات  والأرض 
6 ـ وتبارك اسم ربك ذى الجلال والإكرام 
          اللهم اشهد لما قلت 
               مع لقاء 











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق