Translate

الأحد، 15 ديسمبر 2013

قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله

الإثنين 16\ 12 \ 2013 
ماذا يعنى الخطاب الإلهى لرسولنا الكريم  ثم لأمته من بعده ، ثم للانسانية  كلها الى أن يرث الله الارض ومن عليها ويكون له الملك والسلطان ؟
خطاب ايقاظ نفس  الرسول لحالته البشرية ، فقير  الى الله ، نفسه محدودة ، محكومة بسبية فوق قدراته علي الرغم  من أنه رسول الله مكلف برسالته  ، محاط بغيب لا يعلمه ،امور مقدرة ، لذلك خوطب : قل  لهم  لا أملك لنفسي نفعا  ولا ضرا 
الامر ليس بيدك ، انت بشر مثل  غيرك يسير عليك الزمان كما يسير عليهم ، ينتابك الخير والشر ،لا تملك زمام نفسك ولا أمرك لتجلب الخير أو تدفع الشر ( قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا ) ولأن النفس مجبولة على النفع  دون  الضر ، فالحق يعلم الرسول والأمة والناس أجمعين أن أمره وأمرهم  بيد خالقهم وأن صروف الزمان ونواءب الدهر تسرى عليهم قضاءا وقدرا ، إلاما شاء الله
وإذا كان قد اعترانى  قضاء الله المبرم فى هذه  الأيام ، ولأننا لانعلم الغيب  ولا ندري  الى ما يساق بنا القدر المكتوب ، نحمد الله على ما آل إليه المكتوب وما خففه القدر ، لو كنت أعلم الغيب  لااستكثرت من الخير  وما مسني السوء ، لكن قدر الله وما شاء فعل ، والحمدلله رب العالمين ، اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطى لما منعت ، ولا راد لما قضيت ، بيدك الخير إنك علي كل شيء قدير .
الغيب أمر تكوينى من إختصاص الله وتقديره وإرادته ، ما شاء الله كان وما لم يشءلم يكن .
الانسان بمقدوره لايستطيع أن يملك لنفسه نفعا  ولا ضرا ، إلا ما شاء الله ،فإذا ما سيق الإنسان ودفع الى الشر دفعا فمسه السوء من ذلك هل يدخل تحت قوله تعالى ( قل لا أملك لنفسي نفعا  ولا ضرا ) وما كيفية إحلال المشيئة الواقعة لارادة الله على المدفوع  الى الشر وما مسه من السوء ؟ من نظرة حفظ ورضا من الله جاء التخفيف والتقدير والقضاء ، المشيئة  والغيب والعناية ارادت ذلك  وتلك النهاية الدرامية السريعة ، القضاء أبرم ، قدر بمقادير ومكتوب ، لاتبديل ولا تغيير ، عاقبة ومآل الأمر ( ما يبدل  القول لدى وما انا بظلام للعبيد ) وليعلم الإنسان أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وان ما أخطأه لم يكن ليصيبه ، الخوض والجدل فيه كالخوض في آيات الله ، علي الإنسان أن يؤمن بالقدرخيره وشره .
ما الذى بقي للانسان بعد  هذا القضاء وما مسه من سوء ؟ 
لاشيئ سوى  الدعاء  ، الفرار إليه  والثضرع  والإنكسار، التخفيف من الآثار والوقائع ، التوبة والرحمة والفضل ، الندم والحسرة ، طلب التغير والفعل من العبد ، رد القضاء .
فقد روى الترمذى عن سلمان رضى الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : لا يرد القضاء إلا الدعاء .
طلب اللطف فى القضاء وليس رد القضاء ، التخفيف من آثاره .
ولأن قضاءه مبنى على الحكمة ، ولا قضاء إلا لحكمة ، أمره حكمة ، ونهيه حكمة ، وعطاؤه لحكمة ، ومنعه لحكمة ، ورزقه لحكمة ، الشر منسوب الى المخلوق ، لكن قدر لحكمة وبنى على الرحمة والمصلحة .
وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ، وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون .
قدر الله وما شاء فعل 
والحمد لله رب العالمين 
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة  إنك أنت الوهاب 
ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخذنا يوم  القيامة إنك لا تخلف الميعاد .
اللهم اغمرنى بحفظك ورعايتك 
اللهم آمين يا رب العالمين .
يا رب 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق