Translate

السبت، 11 يناير 2014

سر القبض للارض والطى للسموات

الأمر بسيط ، لا حاجة لصعوبة وتأويل ، الصعوبة اننا لم نفهم مراد الله و رحمته بعباده ،هو القائل { والله يقبض ويبصط وإليه ترجعون }القبض والبسط من قدرتة وخاصته الذاتية ، لذلك كانت الدلالات فى هذا الامر تأخذ الوسيط المعرفى لتقريب الفهم الذهنى لدى البشر بالقبول والإقناع .
كثير يجول ويصول يمنة ويسرة ، يحمل اللفظة من الإيحاءات يرى فيها إقناع للأخرين ، يغاير مراد ومنطوق النص السياقى كخبر معلومة تصل الى المخاطبين بها .
يقول تعالى :وما قدروا الله حق قدره        والأرض جميعا قبضته يوم القيامة  والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون . 
هنا نلاحظ سببيه نص الحق وما قدروا  الله حق قدره ،لو رجعنا الى الايات من سورة الزمر { 62 ــــــ 66 } عرفنا سبب قوله فى الاية { 67 } وذكره الارض والسموات بالقبض والطى .
ماذا تحوى الأيات إذا : 
1ـــ الله خالق كل شيئ  وهو وكيله 
الله خالق كل شيئ وهو على كل شيئ وكيل 
2ــ له مقاليد السموات والأرض ، والكافر بذلك خاسر 
وهناالحق خاطب الرسول محذرا وموجها  قل لهم يا محمد : 
أفغير الله تأمرونى أعبد أيها الجاهلون .
من الجهل حقا ذلك الأمر للرسول ، الرسل من قبله وهو منهم اوحى اليهم ان الاشراك بالله يحبط العمل ويجعل صاحبه خاسرا 
الامر الخطابي الى الرسول ومعه صحابته وأمته : بل الله فاعبد  
اولا ، وكن من الشاكرين  ثانيا 
ثم جمع الحق هذه الأمور في سياق الآية 67 :
وما قدروا  الله حق قدره 
اى بعد بيان ما سبق من خلق ، ومن ان له مقاليد السموات والارض وخسران من يكفر بذلك واحباط عمل المشرك والحق عبادة الله وحده وشكره ختم ذلك بغفلة الناس عن تقدير الله بقدره فقال في سياق شامل للارض والسموات يضع الحق في نصابه ويعطيه التقدير والتعظيم :
{والأرض جميعا قبضته يوم القيامة  والسموات مطويات بيمينه }هذا هو التقدير والتعظيم لنفسه : فقال
{سبحانه وتعالى عما يشركون }.
ما دلالة هذا النص علي قدر الله وعظمته ؟ 
1ــ الأرض جميعا قبضته ، فما المراد { قبضته} يوم القيامة 
والمراد من { جميعا} ؟ 
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الأرض جميعا قبضته  تنم للسامع والتال عن إيحاءات جمة ومعان كثر لكننا سنقدم منها ما هم أكثر إيضاحا وتقريب للمراد من اللفظين .
1ــ القدرة وملك اليد 
فى سورة الملك الاية 19 يقول تعالى 
أولم يروا  إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن  ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شيئ بصير .
لاحظ ان الأيات التي قبلها تتكلم عن حال الأرض والأمن من غضب الله محذرا هل يأمنوا من خسف الله للارض ، أو يأمنوا من ارسال حاصبا من العذاب لسوء التكذيب .
وهنا جاء الحق بوسيط محسوس ومخلوق مثلهم وهو الطير 
وهنا حث وتوجيه نظر وبصر { أولم يروا } من الشيء المرئى والوسيط المطلوب العظة منه { الى الطير } وما هى العظة المراد الاعتبار منها والمراد فهم مدلولها { فوقهم صافات } سير الطير فى الهواء صافات اجنحته وضامهاالى جنبه { ويقبضن } المطلوب الوصول اليه من بيان اللوحة { الوسيط المعرفى الحياتى } المطابقة البشرية على النفس وفهم : 
1ـ ما يمسكهن إلا الرحمن 
ما يقوم به الطير صافا وقابضا فيى طيرانه ما  هو الا بامر وامساك الرحمن { ايحاء بقدرة اليد والقبض والإمساك } 
لكن لماذا ورد هنا لفظ  { الرحمن } وفى آية اخرى ورد ذكر { ما يمسكهن الا الله } ما الدلالة والعظة المعتبرة المراد توصيلها للعقول ؟ ما المقام هنا ؟ عظة واعتبار وتحذير وحث من الرب للعباد وذكر الرحمن فى مقام الربوبية دليل على الرحمة العبادية وكونها صفة ربوبية يتعامل الرب بها مع عباده ، لذلك فى الاية 26 عندما تطرقوا الى معرفة وعد الله لهم { ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ، انتقل من مقام الربوبية الى مقام العلم الألوهى فقال قل لهم { قل  انما  العلم عند الله وإنما أنا نذير مبين } 
ومما يزيد الامر ايضاحا وتأكيدا ختم الأية بقوله { إنه بكل شيئ بصير } لفظ بصير له دلالة وايحاء يصب على { ما يمسكهن } ممايفيد قوة القبض والإمساك والقدرة والتحكم والعلم بكل شيئ فى الأرضوالسماء ، ألا يكفيك سياقات ما بعدها حتى الاية 26 
وهى صور متنوعة من القبض والامساك { النصرة من دون الرحمن ـ الرزق من غير الله ــ سلوك الاستقامةــ السمع والبصروالفؤاد ــ ذرأ الأرض ـ الحشر اليه }  . 
وماالذى ينصرف اليه معنى قبضته  ؟ 
تنصرف  الى  الاستمكان والاستحكام   ، قوة اليد ، قوة القدرة المنصرفة والعامة والشاملة جميع  جوانب واطراف وشرق وغرب ووسط  وما بداخلها و ما عليها  ، العموميه 
وفى هذا تعريض لكل من عارض ونأي انه واقع تحت قبضة الحق للارض من الانس او الجن لماذا ؟ 
والذى لا شك فيه قول الحق { وكان الانسان اكثر شيئ جدلا } وفيما يكون الجدل فى التبرير الفعلى ، الجدال مع الحق خلق المعاذير لكى تكون له حجة امام الله لكن الله قد افاض من الانذار والتحذير والترهيب والترغيب فى و من الأمور الغيبية ، لذلك كان القضاء عدل وقسط لاظلم اليوم ، الكل تحت حكم الله ، لافرق بين رسول و نبي وانسان كل تحت سيف العدل والقسط  . لينتهى الامر الي وقضى بينهم بالحق وهم لا يظلمون 
ومن ايحاء قبضته يوم القيامة :
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ، خلائق كثيرة ، لاحظ التعبير عن الكثرة  { كأنهم جراد منتشر } و { يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا اعمالهم     }   و{ يوم يكون الناس كالفراش المبثوث } .
هكذا حال الناس يوم القيامة وهو واقع تحت قبضته {والارض جميعا قبضته يوم القيامة } لمن السيطرة والقوة على هذا الواقع وهذا الموج الفراشى المبثوث والجمع الشتاتى ؟ 
1ــ يقول الحق تعالى { وجاء ربك والملك صفا صفا } جاء الى أين ؟ الى  محشر البعث ، لأن الحق بالناس اليوم { ان ربهم بهم يومئذ لخبير }لذلك قال عن الكفار{ الفجار} كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون المطففين 15
ويقول فى النبأ 38 
يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن  وقال صوابا، ذلك اليوم الحق .
القبضة الالهية تعتمد على الملك والروح فى تصريف وسوق الناس بعد القضاء لهم الى منازلهم لاحظ  لفظ :
وسيق االذين كفرواـ و سيق الذين امنوا 
وجاءت كل نفس معها سائق 
من هم ؟ اهم الصافات ، المرسلات ، النازعات ، الناشطات ، المقسمات ، الفارقات ، الملقيات ، العاصفات ، المدبرات امرا 
انهم جنود الله يوم القيامة الذين يدبرون الامر الالهى الارضى على الناس  ,
لك ان تتخيل الموقف وترسم له صورة  لقد سبق الحق ورسم صورة حية دنيوية مصغرة يمارسها الناس فى مناسك الحج ، إذا اردت      ان يطمئن القلب ويفهم توجه الى الملك السعودي والى حكومته واستفسر عن الاعداد والاستعداد  والتسيير العام وضبط الامور وسلامة الحجيج والمناسك والامن والامان والصعودالى المناسك والنزول منها والتنقل والطواف والسعى ، انهم فى حالة طوارئ واستنفارمجتمعى ، أليست هذه الا صورة يتدرب عليها الناس لمحشر القيامة كل المجتمع السعودى قريب من الموقف  
بالعون والمدد  ، من اجل الأمن والسلامة ، الاداء الميسور للحجاج .
انك لاتتصور العبء ولا تبصر الموقف فلست قريب منه ،ملايين فى موج وتداخل وانسياب وافاضة ، يقابلهم مرشدين ، منظمين ،سائقين ، قائمين بالتوجيه والهداية ، قائمين بالامن والضبط والنظام وغيره ،
هذا وسيط معرفي دنيوى يقرب الاذهان ويدلل على صدق يوم الدين وهو الوعد الذى ما ذال الناس فى ريب منه حتى اللحظة
  الدلالات والبراهين كثيرة ومبصرة لمن كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد ، لكن الغافلين ماذالوا فى طغيانهم يعمهون .
اذا كانت الارض جميعا بما عليها قبضته فكيف بالسماء اذا ؟
الحق اعقب السياق بعده فقال { والسموات مطويات بيمينه } اجمل وشمل السموات السبع ليكون القبض عليهن مكتملا مثل الارض { السموات} { مطويات } باليمين ويقصدمن اليمين ما يكون تحت سيطرته وملك يمينه اى له الارادة والتصرف وممارسه حقوقه عليها وهى تنصرف الى القبض وهو ذات الفعل على الارض ،لأن الرب واحد والملك واحد وهو الخالق لهم .
لكن السؤال هنا لماذا اقترن الطى للسماء بوسيط معرفى دنيوى ؟
الناس فهموا احوال قبضة الحق على الارض ونواحى ما يحدث لها حتى تصبح جاهزة ليوم الفصل وهى محسوسة ومرئية لهم لكن السماء هنا امر غيبى يجهلون معالمها وكنهتها والاحساس بها والمعلومات عنها خبرية ومخاطب بها الناس ، من هنا كانت الدلالة والحاجة الى وسيط يقرب الى الاذهان كيفية ان يفهم الانسان وتقرب اليه صفة الطى للسماء ،
ما أقرب شيئ الى الأذهان ويتعامل به الناس باستمرار صغير ا وكبير شاب وشيخ ، أمرأة وشابة ؟ انها الصحيفة وماذا تعنى عند الانسان ؟ العلم والمعرفة ، مطلب عام للبشر ووسيلته الكتب ،والكتب تفتح عند القراءة  وتطوي بعد الانتهاء منها وهنا الحق ترك الطريقة هنا للانسان ورغبته ،من يكون طيه لف ، ومن يكون ثنى ومن يكون وضعها مستويه فى السجل ، السياق اللفظى للطى السجلى ينصرف الى معان ومرادات مرجعها الارادة والقبض والقوة والتحكم وليس الجبر والفرض .
الناس شواكل وفى اى شيئ مختلفون على الدوام ، ترك امر الطى وصفته الى التصور والادراك النفسى ، وقربه ذهنيا من استعمال البشر السجل للكتب وهى قرينة ايمانية دلالية .
نعود الى ما العبرة والحكمة من الطى السماوى ؟ 
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما المعلوم لنا عن السماء ؟ الخبر عنها يقول :
انهامرفوعة بلا عمد ترونها وانها يعرج اليها وينزل منها الروح الامين ، النظر لايراها لأن النفاذ اليها لايكون الا بسلطان ، عالم الملكوت فيها غيبى ما علمنا منه كان من رحلة الاسراء والمعراج ، العلم البشري فيها قاصر وقليل وسيظل هكذا الى يوم القيامة حيث احداث الهول الجسام والتغيير والتبديل ،
السماءتطوى أعتقد أن الطى المراد به اقتراب السماء من الارض بأن تلف { تثني } فوق الارض وتقرب منها بحيث لاحاجه للملك من العروج اليها وبدلالة قوله { وفتحت السماء فكانت أبوابا } وهو من سهولة الدخول والنزول الى السماء لتدبير أمر الارض 
يوم الفصل تحقيقا لقوله { والملك على أرجائها } وقوله {وجاء ربك والملك صفا صفا } وقوله { يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الا من أذن له الرحمن وقال صوابا } الاذن هنا يكون خطابي بالامر المباشر وهذه دلالة ايضا على القرب الارضى لطى السماء ، كذلك الحديث النبوى فى العرض الحسابى وهما عرضتان الجدال والمعاذير يوم القيامة ، لذلك قال تعالى { لاتخفى منكم خافية } دلالة القرب من طى السماء ولف الارض بها ،كيف تكون السماء عالية والحق يوضح وضوح كل شيئ على الارض وظاهر له ، ثم كيف تكون مناظرة الناس مع الحق في العرضتان بعيدة عن البشر دون ظهور الرب لهم والجدال والتعذير لهم ، ثم من الذي يدبر ويسوق الناس ويضع الاغلال والسلاسل ويصلى اصحاب جهنم سوقا ،ثم نصب الصراط وسيطرة الملك على ارض المحشر وعلة ذكر المرسلات والمدبرات والنازعات  فى هذا اليوم ؟ هل الرب يكون فى علاه بعيدا عن الموقف ؟ إسمع { وجاء ربك والملك صفا صفا } إنه يوم الفصل الذى كنتم به تكذبون ، ثم كيف يقول { مالك يوم الدين } ويبعد عن الناس
اسمع { والله يحكم لا معقب لحكمه }

ثم ما دلالة بل الانسان على نفسه بصيرا ولوالقى معاذيره { فى عرضة المعاذير } وقوله { فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد } ماذا يقصد بالحديد للبصر ؟ يكون اكثر بصيرة ورؤية فى كشف كل الغيبيات فى يوم الدين لأنه علم ما أحضرت النفس من خير وشر من تقديم وتأخير { الانسان هنا على نفسه بصيرة} 
هنا دلالة : ما العلاقة بين كشف الغطاء عن النفس وبين فبصرك اليوم حديد وما الارتباط بين الظواهر فى تكور الشمس وخسف القمر وطمس النجوم واندثار الكواكب ؟ الا إذا كانت هناك حدث جديد لعالم جديد وإنس جديد يناسب ويلائم الحال هذا ، إنس له له المواكبة والتكيف مع عالم الخلود الدائم والمكين ،لذلك كانت الارض ايضا تواكب وتتكيف معه ومع استعداتها المستقبلية الاخروية بوضعها لخلود مستمر ،
ماذا يقودنا ويلهمنا كل ذلك ؟
الحمد لله رب العالمين 
وكفى بها 
............................  





                                                                                                                                         




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق