Translate

الخميس، 28 نوفمبر 2013

من صروف اليوم الآخر : ذلك ما كنت منه تحيد

الأربعاء 27 / 11 /  2013 
وجاءت سكرة  الموت ، جاءك الذى كنت تفر ، النذير ، جاء ك فضعفت  وخرت  قواك ، جاءك  اليقين ، كشف لك الخفى ، البصر الذى عطلته فى دنياك اليوم  حديد ، ترى الحقيقة  ، ترى ما كنت توارى  منه وتنقص علي عقبيك ، جاءك الرد علي الحدث النفسي الذى كنت تحيد ، جاءت الغلبة علي شقوتك ، جاءك من يعلمك بظلم نفسك ، ذاك الحق الذى شخص الأبصار ، فكنتم له مهطعين 
نعم لكل نهاية بعد بداية ، لكل اول آخر ، لكل حى موت ، لماذا تقنع  بأن النهاية الموت وأن سكرته عسيرة  ، تنزع نزعا كالشوك بالصوف 
ربك رحيم يتجاوز عن الحدث النفسي الخفي ما لم تقل او تعمل  
انه الإحسان  والفضل لعباده  الذين سلكوا الطريق ورضوا به ، من رحمته بنا أحاطنا من اليمين والشمال  قعيد، ليه  ، لماذا لم يتركنا  احرار  فردا ، ما سببية هذا القعيد حولك  ( ونكتب ما قدموا وآثارهم ) 0( وعن اليمين وعن الشمال قعيد  ، ليه ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) انت تهرب وتحيد لكن معك جهاز تتبع  (قمر  طبيعي  ) داخلى قعيدمعك  يعمل بالمغناطيسيه  المكتسبة من الحركة  والسلوك  والعمل الأتم ، من  تمام  العمل  يسجل  ، لايكذب  ( صوت وصوره ) لايتصنت عليك ، بل  من ترضى عمله وتسكن اليه وتنتهى منه رغبة وتجنى ثمرته يسجله ، ( ما يبدل القول لدي وما انا بظلام للعبيد ) الذى عن يمينك يسجل حسناتك يحفظها من الضياع زخرا لك فى اليوم الآخر ، والذي عن يسارك يحفظ سيئاتك  فاعمل ما شئت اقلل او اكثر حتى اذا مت طويت صحيفتك وجعلت فى عنقك  معك فى  قبرك  حتي تخرج يوم القيامة  عند ذلك يقال لك ( إقرأ كتابك كفي بنفسك اليوم عليك  حسيبا )  اليوم كشف لك كل هذا  واصبحت به  محاط  معلوم لك مرتبط بعنقك  لايفارقك  (هاؤم اقرأ كتابيه ) هل تمتري ؟ تفر ـ تبتعد تتنصل كمافعلت فى دنياك ، جاءك الذى كنت تحيد منه لذلك وصفوه هؤلاء الخرمنين فى الدنيا والآخرة ( هذا يوم عسير ) ليه  ؟علي الكافرين غير يسير ، وليسوفقط بل ( وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ) 
الناس تساق مقهورة مسرعة متداخلين يعج ويمج بعضهم بعضا جراد منتشر ،فما الحال الواقع هم فيه ؟  كيف تضبط هذه الجموع والموجات الجرادية ، السيطرة عليها ، تحويلها الي إنصات ونظر وقوف بالمحشر ، اجابة الداع ، الهدوء ، انها مهمة الصافات ، مهمة الزاجرات، المدبرات أمرا ، وضع الناس استعدادا للمجيئ الي المحشر ، ( هذا يوم الفصل جمعناكم  والأولين ) الأجداث اخرجت مكنونها  صراعا كأنهم جراد منتشر ، مهطعين الي الداع ،مقنعى رءوسهم ، موجات تلاطم اخرى ، تداخل  وتموج  ، هيص واسراع ، شخوص  ابصار ثاقبة تتفحص  من الداع ، واين يذهبون ؟ يمرءون يمينا وشمالا  ، وهم يساقون  كما تساق ألابل والأغنام ، اين  الإتجاه ، المربأ والمرسي ،  
الحال عسير والموقف يحتاج الوصف ليتذكر من يتذكر ، ماالحال  الصعب الذي كشفه  البصر والناس فيه سكرى والهول شديد .
الجمع لا يدرى الوجهة التي يؤى اليها 
مناد يدعو قريب منهم 
الجمع فى تموج وتلاطم  وتداخل 
الأبصار شاخصة السماء
النفس مسوقة بسائق  وشهيد 
عالم  المحشر جديد غير مألوف من قبل 
الناس غير واعية بحالة العري  وصلة القربي 
النفس مهمومة بذاتها وكيفية انتهاء الموقف 
كل ابصر نفسه ،نفسي نفسي ومن بعدي الا  نفسي ، الابن  نسي ان له  اب وام  ، كل مشغول بذاته  ولاشيئ بعدها  ، التلاوم قائم بين الأقران بين عتاب وملام ،كل يرجع الأمر الي صاحبه ، الحق يقول ( احشروا الذين ظلموا  وازواجهم  وما كانوا يعبدون )  
الجمع مستسلم ، النظر بتلاوم وتنصل من الآخر ( تأتوننا عن اليمين ) ويرد ( بل لم تكونوا مؤمنين ) ورد ( بل كنتم قوما طاغين ) ورد ( انا لذائقون ) ورد ( انا كنا غاوين ) الحقيقة الكل اصبح  فى العذاب ( مشتركون ) .
هكذا حال الكافر والفعل بالمجرمين ، اذا قيل لهم لاأله  إلا  الله يستكبرون  ، وبالرسل يستهزءون ( لشاعر مجنون ) الحق جاء به للعالمين ( بل جاء بالحق وصدق المرسلين ) انه احقاق الحق واعطاء الجزاء ( وماتجزون الا ما كنتم تعلمون ) 
انهم يسخرون واذا ذكروا لايذكرون ، واذا رأوا آية يستسخرون ،وقالواان هذاالا سحر مبين ، ( أءذا متنا وكناترابا وعظاما أءنا لمبعوثون ) ( أو ءاباؤنا الأولون ) ( قل نعم وانتم داخرون )  ( فإنما هى  زجرة  واحدة  فإذا هم ينظرون ) 
قول عام  بصفة خصوصية  الرسول ( وابصر فسوف يبصرون )
ما علة التركيز  علي الإبصار يوم القيامة ؟ 
عند تنبيه المكذبين  بالنار  التي يدعون  اليها  يقول ( أفسحرهذا أم أنتم لا تبصرون ) ويقول فى ق ( فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون) وفى السجدة  ( ولوتري اذ المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم ربنا ابصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا ) 
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
حقا  ونعم  ( بل  الإنسان  على  نفسه   بصيرة  ولو ألقى معاذيره ) 
انه في دنياه في شغل عن نفسه وهواها  يتتبع الأخرين وعيوبهم وهو لايبصر معيبه ، ولأن الاستبصار فيه الوضوح والعلم والحقيقة  ورؤية ما غفل وحيد عنه ، رؤية حقيقة نفسه ومحاسبتها  وجهادها ، لكن امر الآخرة شديد فهو اثبات الحق بوضوح ما غفل الإنسان عنه ، الموقف محشر للناس ، توزيع الجوائز ، الناس جاءت  اليه بسائق يسوقها  وشهيد  اثبات ، وهنا بدي خلاف  حول ماهية  الشهيد  مع النفس  والسائق ، من يكون ؟ التداعيات علي النفس  : الأنفس جامعة بالمحشر ، فى عنقها كتاب ملزمة به ، يقودها  سائق الي الله ، موكل معه شهيد ،لانعرف ما هو ؟ لكن الدلالة الدالة الي ماهيته سياق قوله ( بل الإنسان على نفسه بصيرة ) اثبات شهادة  تكون في مقابل التعلل والمعاذير ( ولو القى معاذيره ) 
أليس فيه مطابقة وتضمين  لكلام كثر نحن في غفلة عنه : 
قول الرسول لفاطمة : اعملى ماشئت لن اغني عنك من الله شيئا 
سياق القرءان 
كل نفس بما كسبت رهينة 
لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون 
وما ظلمناهم  ولكن كانوا  انفسهم  يظلمون 
بل الإنسان على نفسه بصيرة 
وما تكون فى شأن وما تتلوا  منه من قرءان ولا تعملون  من عمل  إلا كنا عليكم  شهودا إذ تفيضون فيه 
وقضى بينهم بالقسط  وهم لا يظلمون  ( يونس 54)
قل ان الذين يفترون على  الله  الكذب  لا يفلحون  ( 10 / 69)
فمن اهتدى  فإنما يهتدى لنفسه  ومن ضل فإنما يضل عليها 
 لا جرم انهم فى الآخرة  هم  الأخسرون ( 11/ 22)
...............................................................................
ما دلالة كل هذا  ؟ الحق والحقيقة ،   اولا دنيا الناس ،  ويوم الدين ، هذا يوم الدين  الحقيقة واضحة ، البصر الإنسانى قوي الرؤية والبيان  لذلك  نكسوا وذلوا  وطلبوا الرجوع للعمل الصالح ، 
...............................................................................
ايها الفقير انت اعلم بنفسك  علي نفسك  ، انت الشهيد البصير لأنك الأمر والناه بالخير والشر ، تعرف هوى نفسك ، وجهتها تكسبها ما تريد  وترغمها الي ما تريد ، تتبع معى قول ابن الجوزى : تارة تقوي علي بالترخص والتأويل ، وتارة  أقوى عليها  بالمجاهدة  والامتناع  ، فإذا ترخصت لم  آمن  ان  يكون ذلك  الأمر محظورا ، ثم  ارى  عاجلا  تأثير ذلك الفعل  فى القلب 
............................................................................... إذا  كنت في دنياك يمكر بك  ، فلا يمكر فى آخراك  ؟
إذا كنت فى دنياك تتبع  عيوب الناس  وذنوبهم  ناسيا عيوبك ، لايحق ان تنسي فى آخراك عيوبك 
إذا كنت  معتذرا عن عيوبك وما مكر بك فلا يحق هذا فى آخراك 
ذكر الشافعى فى كتاب (     حلية الأولياء) بلغنى ان عبد الملك بن مروان  قال للحجاج بن يوسف  : ما من احد إلا وهو عارف بعيوب  نفسه ، فعب نفسك  ولا تخبئ  منها شيئا .
المرء يوم القيامة علي نفسه بصيرة ، معترفا ومقرا بعيوب نفسه / لماذا اقر الحقيقة بعد ما كان يحيد ؟ 
فكشفنا عنك غطاءك  فبصرك  اليوم  حديد .
بل الإنسان على نفسه  بصيرة      ( عالم بها  ، وشاهد عليها )
 ربنا ابصرنا  ( الحق ، وحقيقة عيوبنا  وظلمنا  انفسنا  وجحدنا الحق واتباع هوانا  وووووووووو...............) ما ألقمن معاذير ، كلها  هباء منثور ، اخسؤا فيها ولا تكلمون 
تنكيس الرءوس  والذلة والهوان  والانكسار كلها معاذير لا تسمن ولاتغنى ، تستكبر على الله وتذهب الى اهلك تتمطى  مسرورا  ثم تأتى معتذرا  هذا بينك وبين اقرانك ، لم تتعلم ادب المربي ، المنعم ، ولم تقدره  وتعطيه قدره  شرك وسوءك اليه طالع ، ونعمه وخيره لك نازل ، تلك اذا قسمة ضيزى ، ذلك  الذى كنت منه  تحيد وتنفر هربا  
ما المطلوب منك  قبل ان تلقى معاذيرك ؟
حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا 
زنوا الأمور قبل  ان توزن  عليكم 
اتقوا الله  
قولوا قولا سديدا  
صلاح الأعمال 
لاتنتظر ان يقال لك إخسئ ( يعنى انكتم ، اتنيل ، اتحط كذاب ،كلام الدنيا الذى لايؤخذ الاعتداد به  فى الحق ) ولا تكلمون 
يوم لاتسمع  الا   همسسسسسسسسسسا 
الضوء الخافت 
ألا  يعطى  هذا  رهبة  وخوف وخشوع 
لمن الملك يا     جبابرة    يا ملوك     يا مشايخ   يا ناس   يا كائنات  يا جماد  لا صوت  ولا رد   سبحان الله   أين من ؟ 
المناد  يناد   ،       صمت  رهيب  ، فى السموات والأرض ، فى المحشر   ،  لمن الملك يا ملوك الأرض  ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟  لاصوت   أين البهوات والاستقراطيين وولاد الذوات ، اين الفاتنات العاريات العارضات مفاتنهن ، اين الباغيات الزنا ، اين اللادينييين ، اين من يحارب الله ورسوله ،  أيييييييييييييييييييييين واين واين ، خسئت الأصوات الفاجرة 
وعلت الوجوه لمن ؟ وعلت الوجوه لمن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
علت للحى  القيوم  ، الله لا إله  إلا  هو  الحى  القيوم 
له الحمد وله الملك  
مالك  يوم  الدين له خضعت الهامات  
هل من مكابر فيخسئ ويخسف مثل قارون 
لم ولن يظهر هذا الند المنتظر 
سلام  يا من كنت تحيد ؟ 
والحمد لله رب العالمين 
               ..................................................................................














ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق